فصل: تفسير الآيات (92- 94):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.تفسير الآيات (92- 94):

قوله تعالى: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (92) وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ (93) فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ (94)}.

.مناسبة الآية لما قبلها:

قال البقاعي:
ولما دل ما مضى من قصص هؤلاء الأنبياء وغيرهم على أن لله القدرة الباهرة، القوة البالغة الشاملة للبعث وغيره، وكان ذلك دالًا على التوحيد الذي هو أصل الدين، وأنهم كلهم متفقون عليه بالتصريح من البعض هنا ومن الباقين فيما سبق، كان إثباته فذلكة هذه القصص وما تقدمها من هذه السورة، فلذلك اتصل به قوله مخاطبًا لمن قال لهم: {أفأنتم له منكرون} {إن هذه} أي الأنبياء الذين أرسلناهم قبل نبيكم صلى الله عليه وسلم رجالًا نوحي إليهم كما أنه رجل نوحي إليه لا آباؤكم ولا ما وجدتموه عليه {أمتكم} أي مقصودكم أيها الخلق بالاقتداء في الاهتداء، حال كونها {أمة} قال البغوي: وأصل الأمة الجماعة التي هي على مقصد واحد- انتهى.
وأكد سبحانه هذا المعنى فقال: {واحدة} كما في الخبر أنهم أولاد علات. أمهاتهم شتى ودينهم واحد. لا اختلاف بينهم أصلًا في التوحيد الذي هو الأصل ولا في توجيه الرغبات إلينا، وقصر النظر علينا، علمًا منهم بما لنا من صفات الكمال، وأن كل شيء فإلينا مفتقر، ولدينا خاضع منكسر، فاتبعوهم في ذلك، لا تحيدوا عنهم تضلوا، وإنما فرقناهم وجعلناهم عددًا بحسب الأمم المتشعبة في الأزمان المتطاولة، وأنا لم نجعل لأحد منهم الخلد، ولغير من الحكم، فبثثناهم في الأقطار، حتى ملؤوها من الأنوار.
ولما كان المقصود تعيين المراد من غير لبس، عدل عن صيغة العظمة فقال: {وأنا ربكم} أي لا غيري، في كل زمان وكل مكان، لكل أمة، لأني لا أتغير على طول الدهر، ولا يشغلني شأن عن شأن {فاعبدون} دون غيري فإنه لا كفوء لي.
ولما كان من المعلوم أنهم لم يفعلوا، أعرض إلى أسلوب الغيبة إيذانًا بالغضب، فكان التقدير في جواب من كأنه قال: ما فعلوا؟: لم يطيعوا أمري في الاجتماع على ما جمعتهم عليه من عبادتي التي هي سبب لجلب كل خير، ودفع كل ضير ولا افتدوا في ذلك بالكمّل من عبادي، فعطف عليه قوله: {وتقطعوا} أي مخالفة للأمر بالاجتماع ولما كان الدين الحق من الجلاء والعظمة والملاءمة للنفوس بحيث لا يجهله ولا يأباه أحد نصح لنفسه وإن جهله، كفى أدنى تنبيه في المبادرة إليه وترك ما سواه كائنًا ما كان، فكان خروج الإنسان عنه بعد أن كان عليه في غاية البعد فضلًا عن أن يتكلف ذلك بمنازعة غيره المؤدية إلى الافتراق والتباغض ولاسيما إن كان ذلك الغير قريبه أو صديقه، وكانت صيغة التفعل من القطع صريحة في التفرق، وتفيد العلاج والتكلف، وكانت تأتي بمعنى التفعيل والاستفعال، عبر بها.
ولما كان في غاية البعد أن يقطع الإنسان أمر نفسه، كان تقديم الأمر أهم فقال: {أمرهم} فنصبه بفعل التقطع لأنه بمعنى التقطيع كما قاله البغوي وغيره، أو بمعنى الاستفعال كما قالوا في تجبر وتكبر.
ولما كان في غاية من العجب أن يكون التقطيع واقعًا منهم بهم وأن يكون مستغرقًا لظرفه، قال: {بينهم} أي فكانوا فرقًا كل فرقة على شعبة من ضلال، زينها لها هواها، فلم يدعوا شيئًا من الأمر بغير تقطيع، وكان العطف بالواو دون الفاء كما في المؤمنون لأن ترك العبادة ليس سببًا للتقطع، بل ربما كان عنه الاجتماع على الضلال، كما يكون في آخر الزمان وكما قال تعالى: {كان الناس أمة واحدة} [البقرة: 213] الآية {وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة} [البينة: 4].
ولما كان كأنه قيل: فماذا يفعل بهم؟ قال ما هو غاية في الدلالة على باهر العظمة وتام القدرة ليكون أشد في الوعيد، وصادع التهديد: {كل} أي من هذه الفرق وإن بالغ في التمرد {إلينا} على عظمتنا التي لا يكافئها شيء، لا إلى غيرنا {راجعون} فنحكم بينهم فيتسبب عن ذلك أنا نجازيهم إقامة للعدل فنعطي كلًا من المحق التابع لأصفيائنا والمبطل المائل إلى الشياطين أعدائنا ما يستحقه، وذلك هو معنى قوله تعالى، فارقًا بين المحسن والمسيء تحقيقًا للعدل وتشويقًا بالفضل: {فمن يعمل} أي منهم الآن من {الصالحات وهو} أي والحال أنه {مؤمن} أي بان لعمله على الأساس الصحيح {فلا كفران} أي إبطال بالتغطية {لسعيه} بل نحن نجزيه عليه بما يستحقه ونزيده من فضلنا {وإنا له} أي لسعيه الآن على عظمتنا {كاتبون} وما كتبناه فهو غير ضائع، بل باق، لنطلعه على يوم الجزاء بعد أن نعطيه قدرة على تذكره، فلا يفقد منه شيئًا قل أو جل، ومن المعلوم أن قسميه ومن يعمل من السيئات وهو كافر فلا نقيم له وزنًا ومن عمل منها وهو مؤمن فهو في مشيئتنا، ولعله حذف هذين القسمين ترغيبًا في الإيمان. اهـ.

.القراءات والوقوف:

قال النيسابوري:

.القراءات:

{وحرم} بكسر الحاء: حمزة وعلي وعاصم غير حفص وأبي زيد عن المفضل {فتحت} بالتشديد: ابن عامر ويزيد ويعقوب. {لا يحزنهم} بضم الياء وكسر الزاء يزيد {نطوي} بضم التاء الفوقانية وفتح الواو {والسماء} بالرفع: يزيد. {للكتب} على الجمع: حمزة وعلي وخلف وحفص {بدأنا} مثل {أنشأنا} {قال} بالألف على حكاية قول الرسول {رب} بحذف الياء اكتفاء بالكسرة: حفص غير الخراز {رب} بضم الباء على أنه مبتدأ {احكم} على صيغة التفضيل. يزيد عن يعقوب الباقون {رب احكم} {يصفون} على الغيبة: المفضل وابن ذكوان في رواية.

.الوقوف:

{واحدة} ز لأن المقصود من قوله: {أنا ربكم} قوله: {فاعبدون} وكان الكلام متصلًا {فاعبدون} o {وبينهم} ط {راجعون} o {لسعيه} ج لاختلاف الجملتين {كاتبون} o {لا يرجعون} o {ينسلون} o {كفروا} ط لإضمار القول {ظالمين} o {جهنم} ط {واردون} o {ما وردوها} ط {خالدون} o {فيها} ط {لا يسمعون} o {الحسنى} لا لأن ما بعد خبر أن {مبعدون} o لا لأن ما بعده خبر بعد خبر {حسيسها} ج لاحتمال الواو الحال والاستئناف {خالدون} o ج لاحتمال الجملة بعده أن تكون صفة أو استئنافًا {الملائكة} ط لأن التقدير قائلين هذا يومكم {توعدون} o {للكتب} ط لأن الجار يتعلق بما بعده {نعيده} ط لحق المضمر اي وعدنا وحقًّا {علينا} ط {فاعلين} o {الصالحون} o {عابدين} o ط لاختلاف الجملتين {للعالمين} o واحد ج للاستفهام مع الفاء {مسلمون} o {على سواء} ط لابتداء النفي {توعدون} o {تكتمون} o {حين} o {بالحق} ط لأن ما بعده مبتدأ خارج عن المقول، ومن قرأ {ربي احكم} فوقفه مجوز لنوع عدول من الواحد إلى الجمع {تصفون} o. اهـ.

.من أقوال المفسرين:

.قال الفخر:

{إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (92)}.
قال صاحب الكشاف: الأمة الملة وهو إشارة إلى ملة الإسلام، أي أن ملة الإسلام هي ملتكم التي يجب أن تكونوا عليها يشار إليها بملة واحدة غير مختلفة، وأنا إلهكم إله واحد فاعبدون، ونصب الحسن أمتكم على البدل من هذه ورفع أمة خبرًا وعنه رفعهما جميعًا خبرين أو نوى للثاني المبتدأ.
أما قوله تعالى: {وَتَقَطَّعُواْ أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ} والأصل وتقطعتم إلا أن الكلام صرف إلى الغيبة على طريق الالتفات كأنه ينقل عنهم ما أفسدوه إلى آخرين ويقبح عندهم فعلهم ويقول لهم: ألا ترون إلى عظيم ما ارتكب هؤلاء، والمعنى جعلوا أمر دينهم فيما بينهم قطعًا كما تتوزع الجماعة الشيء ويقسمونه فيصير لهذا نصيب ولذلك نصيب تمثيلًا لاختلافهم فيه وصيرورتهم فرقًا وأحزابًا شتى.
أما قوله تعالى: {كُلٌّ إِلَيْنَا راجعون} فقد توعدهم بأن هؤلاء الفرق المختلفة إليه يرجعون، فهو محاسبهم ومجازيهم، وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «تفرقت بنو إسرائيل على إحدى وسبعين فرقة فهلكت سبعون وخلصت فرقة، وإن أمتي ستفترق على اثنتين وسبعين فرقة فتهلك إحدى وسبعون فرقة وتخلص فرقة واحدة، قالوا: يا رسول الله من تلك الفرقة الناجية؟ قال: الجماعة الجماعة الجماعة» فتبين بهذا الخبر أن المراد بقوله تعالى: {وَإِنَّ هذه أُمَّتُكُمْ} الجماعة المتمسكة بما بينه الله تعالى في هذه السورة من التوحيد والنبوات، وأن في قول الرسول صلى الله عليه وسلم في الناجية إنها الجماعة إشارة إلى أن هذه أشار بها إلى أمة الإيمان وإلا كان قوله في تعريف الفرقة الناجية إنها الجماعة لغوًا إذ لا فرقة تمسكت بباطل أو بحق إلا وهي جماعة من حيث العدد وطعن بعضهم في صحة هذا الخبر، فقال: إن أراد بالثنتين والسبعين فرقة أصول الأديان فلم يبلغ هذا القدر، وإن أراد الفروع فإنها تتجاوز هذا القدر إلى أضعاف ذلك، وقيل أيضًا: قد روى ضد ذلك، وهو أنها كلها ناجية إلا فرقة واحدة.
والجواب: المراد ستفترق أمتي في حال ما وليس فيه دلالة على افتراقها في سائر الأحوال لا يجوز أن يزيد وينقص.
{فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ (94)}.
اعلم أنه سبحانه لما ذكر أمر الأمة من قبل وذكر تفرقهم وأنهم أجمع راجعون إلى حيث لا أمر إلا له أتبع ذلك بقوله: {فَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصالحات وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلاَ كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ} بين أن من جمع بين أن يكون مؤمنًا وبين أن يعمل الصالحات فيدخل في الأول العلم والتصديق بالله ورسوله وفي الثاني فعل الواجبات وترك المحظورات: {فَلاَ كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ} أي لا بطلان لثواب عمله وهو كقوله تعالى: {وَمَنْ أَرَادَ الآخرة وسعى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا} [الإسراء: 19] فالكفران مثل في حرمان الثواب والشكر مثل في إعطائه وقوله: {فَلاَ كُفْرَانَ} المراد نفي الجنس ليكون في نهاية المبالغة لأن نفي الماهية يستلزم نفي جميع أفرادها.
وأما قوله تعالى: {وَإِنَّا لَهُ كاتبون} فالمراد وإنا لسعيه كاتبون، فقيل: المراد حافظون لنجازي عليه، وقيل: كاتبون إما في أم الكتاب أو في الصحف التي تعرض يوم القيامة، والمراد بذلك ترغيب العباد في التمسك بطاعة الله تعالى. اهـ.

.قال الماوردي:

قوله عز وجل: {إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَةً وَاحِدَةً}.
معناه أن دينكم دين واحد، وهذا قول ابن عباس، وقتادة.
ويحتمل عندي وجهين آخرين:
أحدهما: أنكم خلق واحد، فلا تكونوا إلا على دين واحد.
والثاني: أنكم أهل عصر واحد، فلا تكونوا إلا على دين واحد.
{وَأَنَاْ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ} فأوصى ألا يعبد سواه.
{وَتَقَطَّعُواْ أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ} فيه وجهان:
أحدهما: اختلفوا في الدين، قاله الأخفش.
الثاني: تفرقوا، قاله الكلبي. اهـ.

.قال ابن عطية:

وقوله تعالى: {إن هذه أمتكم} يحتمل الكلام أن يكون منقطعًا خطابًا لمعاصري محمد صلى الله عليه وسلم ثم أخبر عن الناس أنهم تقطعوا ثم وعد وأوعد، ويحتمل أن يكون متصلًا أي جعلنا مريم {وابنها آية للعالمين} بأن بعث لهم بملة وكتاب وقيل لهم {إن هذه أمتكم} أي دعي الجميع إلى الإيمان بالله تعالى وعبادته، ثم أخبر تعالى أَنهم بعد ذلك اختلفوا وتقطعوا أمرهم ثم فرق بين المحسن والمسيء فذكر المحسن بالوعد أي {فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن} فهو بنعيمه مجازى وذكر المسيء في قوله، {حرام} إلى آخر الآية فتأمل الوعيد فيها على كل قول تذكرة فإنه بين، والكفران مصدر كالكفر ومنه قول الشاعر: الطويل:
رأيت أناسًا لا تنام جدودُهم ** وجدي ولا كفران لله نائم

واختلف القراء في قوله تعالى: {وحرام}، فقرأ عكرمة وغيره {وحَرِم} بفتح الحاء وكسر الراء، وقرأ جمهور السبعة و{حرام} وقرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم، و{حِرْم} بكسر الحاء وسكون الراء، وقرا ابن العباس بخلاف عنه {وحَرْم} بفتح وسكون الراء، وقرأت فرقة {وحَرّم} بفتح الحاء وشد الراء، وقرأت فرقة {وحُرِّم} بضم الحاء وكسر الراء وشدها، وقرأ قتادة ومطر الوراق {وحَرُم} بفتح الحاء وضم الراء، والمستفيض من هذه القراءات قراءة من قرأ {وحرم} وقراءة من قرأ و{حرام} وهما مصدران بمعنى نحو الحل والحلال، فأما معنى الآية فقالت فرقة حرام وحرم معناه جزم وحتم فالمعنى وحتم {على قرية أهلَكِناها أنهم لا يرجعون} إلى الدنيا فيتوبون ويستعتبون بل هو صائرون إلى العقاب، وقال بعض هذه الفرقة الإهلاك هو بالطبع على القلوب ونحوه والرجوع هو إلى التوبة والإيمان، وقالت فرقة المعنى {وحرام} أي ممتنع، وحرم كذلك، {على قرية أهلَكِناها أنهم لا يرجعون} وقالوا {لا} زائدة في الكلام واختلفوا في الإهلاك والرجوع بحسب القولين المذكورين، قال أبو على يحتمل أن يرتفع حرامُ بالابتداء والخبر رجوعهم و{لا} زائدة، ويحتمل أن يرتفع حرام على خبر الابتداء كأنه قال والإقالة والتوبة حرام ثم يكون التقدير بأنهم لا يرجعون فتكون {لا} على بابها كأنه قال هذا عليهم ممتنع بسبب كذا فالتحريم في الآية بالجملة ليس كتحريم الشرع الذي إن شاء المنهي ركبه.
قال القاضي أبو محمد: ويتجه في الآية معنى ضمنه وعيد بيّن وذلك أنه ذكر من عمل صالحًا وهو مؤمن. اهـ.

.قال ابن الجوزي:

قوله تعالى: {إِنَّ هذه أُمَّتُكم}.
قال ابن عباس: المراد بالأُمَّة هاهنا: الدّين.
وفي المشار إِليهم قولان:
أحدهما: أنهم أُمة محمد صلى الله عليه وسلم، وهو معنى قول مقاتل.
والثاني: أنهم الأنبياء عليهم السلام، قاله أبو سليمان الدمشقي.
ثم ذكر أهل الكتاب، فذمَّهم بالاختلاف، فقال تعالى: {وتقطَّعوا أمرهم بينهم} أي: اختلفوا في الدِّين، {فمن يعمل من الصالحات} أي: شيئًا من الفرائض وأعمال البِرِّ {فلا كفران لسعيه} أي: لا نجحد ما عمل، قاله ابن قتيبة، والمعنى: أنه يقبل منه، ويثاب عليه {وإِنا له كاتبون} ذلك، نأمر الحفظة أن يكتبوه لنجازيَه به. اهـ.